القدس
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة القدس في دولة فلسطين التي يحدها من الشمال سوريا ولبنان، ومن الجنوب "خليج العقبة"، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الغربي "سيناء"، ومن الشرق الأردن. وتبلغ مساحة القدس (19.331) كم2، وتحيط بها الأودية والمرتفعات من جميع الجهات.
تاريخ القدس:
ـ هي مدينة قديمة بناها العرب الكنعانيون - أهل فلسطين - قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة وقبل ظهور بني إسرائيل.
ـ وكانت مدينة القدس تسمى باسم مدينة "يورو شالم" ومن اسمها هذا جاءت تسميتها الغربية Jerusslem "أورشليم" في اللغات اليونانية واللاتينية وغيرها..
ـ وفي سنة (1900ق. م) دخل إبراهيم - عليه السلام - القدس ورحب به ملكها الكنعاني.
ـ وقد دخلها النبي داود - عليه السلام - حوالي سنة (1000ق. م)، وجعلها عاصمة لملكه.
ـ وفي سنة (970 ق. م) اتخذها سليمان بن داود - عليهما السلام - عاصمة لمملكته، وكان يدعو إلى التوحيد الذي هو دين كل الرسل والأنبياء.
ـ وفي سنة (585 ق. م) استولى البابليون على المدينة وأزالوا "مملكة يهوذا" من الوجود، وهدموا المسجد الأقصى الذي جدده سليمان عليه السلام.
ـ وفي سنة (539 ق. م) استولى الفرس على المدينة من البابليين وسمحوا لبني إسرائيل بالعودة إليها عودة استيطان بلا دولة ولا سيادة على المدينة.
ـ وفي سنة (312 ق. م) استولى الرومان عليها من الفرس، وأسروا اليهود، وأخذوهم إلى الإسكندرية.
ـ وفي سنة (70 م) دمَّرها الرومان بقيادة "تيطوس".
ـ وفي سنة (135 م) هدم الإمبراطور "هدريانوس" المدينة، ومحاها محوًا تامًا، وبنى مكانها مدينة جديدة سماها "إيليا كابيتولينا" - أي إيليا العظمى - وهو الاسم الذي ظل علمًا عليها حتى الفتح الإسلامي لها، كما حرم "هدريانوس" على اليهود دخول المدينة، ومن يحاول دخولها منهم يقتل.
ـ وفي سنة (365 م) تدينت الدولة الرومانية بالنصرانية، ومنذ هذه اللحظة ظلت المدينة وقفًا على النصارى الذين اضطهدوا اليهود، وجعلوا أماكن معبدهم بعد هدمه مجمعًا للقمامة والقاذورات.. حتى لقد اشترطوا على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند تسلمه المدينة ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود!.
ـ وفي سنة (16هـ / 638م) فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد أن سلمها له البطريرك "صفرونيوس".
ـ وقد شهدت القدس في العهود الإسلامية المتعاقبة تطورًا وعدلاً سادا المدينة، واطمأن أهلها من المسلمين والنصارى واليهود.
ـ وفي العهود الأموية والعباسية والفاطمية لقيت مدينة القدس عناية كبيرة، وانتشرت فيها المساجد.
ـ وفي سنة (1099م) سقطت القدس في يد الصليبيين، واستمرت أسيرة لهم إلى أن قام القائد صلاح الدين الأيوبي بتحريرها سنة (583هـ / 1187م) إثر موقعة حِطِّين.
ـ وفي العهد المملوكي تطورت القدس تطورًا بارزًا في علومها ومعالمها، وقد زارها الظاهر بيبرس سنة (661هـ / 1262م)، واهتم بزراعتها، ومساجدها وشجَّع العلم والعلماء فيها.
ـ وفي سنة (923هـ / 1517م) دخل العثمانيون القدس بعد موقعة مرج دابق في الشام، وكان للقدس موقع مميز في سياسة الدولة العثمانية.
ـ وقد تحالفت الدول الأوروبية للسماح لليهود بالهجرة إلى الأراضي المقدسة، غير أن الدولة العثمانية رفضت هجرة اليهود إلى القدس، وكان لموقف السلطان عبد الحميد الثاني شأن عظيم؛ حيث طردهم من القدس. ولما انتهت الحرب العالمية الأولى سنة (1918م) خضعت القدس وبلاد فلسطين للاحتلال البريطاني، ونتيجة لهذا الاحتلال تزايدت الهجرة اليهودية إلى القدس، وإلى مدن فلسطين كافة.
ـ وفي سنة (1948م) تم إعلان دولة لليهود في فلسطين، وتم تقسيم القدس إلى قسمين عربية، ويهودية.
ـ وفي سنة (1967م) استطاع اليهود احتلال القدس العربية، وبذلك باتت المدينة الشريفة كلها خاضعة للاحتلال اليهودي، ولا يزال سكان القدس، ومناطق فلسطين كافة يناضلون من أجل تحرير الأرض والشعب من الاحتلال.
أهم آثار ومعالم القدس:
المساجد: حيث يوجد بها ما يقارب (36) مسجدًا من أهمها:
ـ المسجد الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ـ ومسجد قبة الصخرة: الذي أمر ببنائه عبد الملك بن مروان سنة (687م)، وتم تشييده سنة (691م).
ـ ومسجد الطور: الذي بناه السلطان سليم الأول سنة (1517م).
ـ والمسجد العمري: الذي أقامه الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي.
ـ سبيل قايتباي، وبرج الساعة: الذي أنشئ سنة (1909م).
ـ ويوجد بالقدس العشرات من المقابر الأثرية التي تضم رفات بعض الصحابة والتابعين والعلماء. كما يوجد بها العديد من الكنائس منها: كنيسة "القيامة"، ودير "المسكوبية"، وكنيسة "الرسل الاثني عشر"، ودير "يوحنا المعمدان"، وكنيسة القديسة "حَنَّة". وفيها أيضًا ضريح النبي داود عليه السلام.
ومن أبرز علماء مدينة القدس:
قاضي القضاة عماد الدين أبو حفص القرشي الزهري "شارح صحيح مسلم"، والفقيه ضياء الدين أبو محمد عيسى الهكاري أحد مستشاري صلاح الدين الأيوبي، والإمام العالم شمس الدين المقدسي، وزين الدين عبد القادر النواوي الشافعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق