قال الله تعالى
( و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
التبرع بالدم هو سبب من اسباب إنقاذ حياة بعض المرضى و المصابين
أفتى العلماء بجواز التبرع بالدم كونه ضرورة إنسانية
يحتاج إليها كثيرمن الناس في أي وقت من الأوقات
و منهم فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله
حيث أفتى بجواز التبرع بالدم عند توفر ثلاثة شروط :
1- أن تتوقف حياة المتبرع إليه بالدم على نقل الدم إليه.
2- أن لا يترتب على المتبرع بالدم ضرر فاحش.
3- أن يكون الطبيب الذي يعتمد على قوله في استدعاء نقل الدم مسلما او غيره شرط أن يكون خبيرا في الطب ثقة عند الإنسان.
التبرع بالدم
التبرع بالدم عمل إنساني نبيل وواجب ديني عظيم، لأنه يسهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم· والحقيقة أن واحداً من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم وبخاصة المرضى الذين يعانون من الأمراض الخبيثة أو المستعصية وفي أثناء العمليات الجراحية الكبرى، وكذلك
( و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
التبرع بالدم هو سبب من اسباب إنقاذ حياة بعض المرضى و المصابين
أفتى العلماء بجواز التبرع بالدم كونه ضرورة إنسانية
يحتاج إليها كثيرمن الناس في أي وقت من الأوقات
و منهم فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله
حيث أفتى بجواز التبرع بالدم عند توفر ثلاثة شروط :
1- أن تتوقف حياة المتبرع إليه بالدم على نقل الدم إليه.
2- أن لا يترتب على المتبرع بالدم ضرر فاحش.
3- أن يكون الطبيب الذي يعتمد على قوله في استدعاء نقل الدم مسلما او غيره شرط أن يكون خبيرا في الطب ثقة عند الإنسان.
التبرع بالدم
التبرع بالدم عمل إنساني نبيل وواجب ديني عظيم، لأنه يسهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم· والحقيقة أن واحداً من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم وبخاصة المرضى الذين يعانون من الأمراض الخبيثة أو المستعصية وفي أثناء العمليات الجراحية الكبرى، وكذلك
الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث خطيرة وفقدوا على إثرها كمية كبيرة من دمهم، ويضاف إلى ما سبق أن مكونات الدم تستخدم في علاج حالات مرضية خطيرة وكثيرة تهدد حياة الكثيرين، فالبلازما تستخدم لتعويض مرضى الحريق الذين يعانون من فقد كميات كبيرة من البلازما، وتستخدم كريات الدم الحمراء في علاج حالات فقر الدم الشديدة (الأنيميا) وأمراض الدم الخطيرة التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية· ويستخلص من الدم كذلك الصفائح الدموية والبروتينات المضادة لأمراض النزف وهذه تستخدم في علاج الكثير من الحالات المرضية مثل مرض سيولة الدم (الهيموفيليا) وهناك أيضا الأجسام المضادة للميكروبات التي تفصل وتستخدم لرفع درجة مناعة الجسم·
لكن تعاني بنوك الدم ــ وبخاصة في منطقتنا العربية ــ من مشكلات وأزمات منشؤها الأساسي يرجع إلى الوعي الجماهيري الخاطيء تارة والسلبي أحيانا لذلك كان من المهم تسليط الضوء على هذا القطاع الخيري الحيوي، وكان هذا اللقاء مع الدكتور >محمود صالح< رئيس أحد مراكز الدم الإقليمية·
> الدراسات في الدول الغربية تبين أن هناك نحو 8000 متبرع بالدم سنويا، وفي الولايات المتحدة الأميركية تم التبرع نحو 51 مليون وحدة دم العام 2001م· ما الحال بالنسبة لمنطقتنا العربية؟
ـ موضوع التبرع بالدم يرتبط بدرجة الوعي عند المواطن ودرجة إحساسه بالمشكلة، ولأن الغرب سبقنا في التعرض لهذه المشكلات والتعامل معها، وبالتالي ارتفاع مستوى الإحساس بمشكلة الحصول على كيس دم مع ارتفاع درجة الوعي عند المواطن الغربي يؤدي إلى أن معدلات التبرع تكون عادة مرتفعة في هذه البلاد مقارنة بمنطقتنا، لكن ما هو لافت للنظر في بلادنا أننا عندنا ترابط وتكافل اجتماعي لا يوجد له مثيل في الغرب، بمعنى أن أي إنسان هنا يتعرض لأزمة تجد كل من هو قريب أو جار يتقدم للتبرع له بالدم في محاولة للمشاركة في المحنة والتخفيف من حدتها، فمعظم الناس هنا غالباً ما يتقدمون للتبرع بالدم وخصوصاً في وقت الكوارث والشدائد، لكن هذا يسبب نوعاً من التكدس الوقتي الذي لا يستفاد منه استفادة كاملة، لأن الدم له فترة صلاحية محددة، وهذا التكدس الوقتي تكون فيه الكمية المتوافرة تفوق معدلات الاستهلاك ولذلك يكون الفقد في مخزون الدم كبير والخسارة فادحة، لكن الغربيين متقدمون عنا في جزئية الوعي الصحيح، لذلك نحن نحاول أن يكون التبرع له صفة الانتظام والاستمرار، وليس صفة الكوارث·
> من أبرز المعوقات التي تعرقل تنشيط عملية التبرع بالدم غياب الوعي الجماهيري حول هذا الموضوع، كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة، وما دور العامل الديني والإيماني في تدعيم القضية؟
ـ هناك خطة منظَّمة نقوم بها في هذا الإطار، ولا أنكر أن فيها الكثير من المصاعب لأننا في فترة لا نبحث فيها عن متبرع للدم ولكنها فترة تغير المفهوم عند المواطن، ليكون عنده الاستعداد الدائم للتبرع بالدم من دون الحاجة إلى وجود مريض له من أقربائه أو جيرانه، لأن المسلمين كلهم يد واحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا·
أما عن أهمية العامل الديني والإيماني في تدعيم القضية، فلا أكون مبالغا إذا قلت: إنه العامل الأوحد الذي يمكن أن يقضى على المشكلة من جذورها، لأنه كما هو معروف أن الفقهاء أجمعوا على حرمة بيع الدم من قبل المتبرعين، واشترطوا أن يكون
لكن تعاني بنوك الدم ــ وبخاصة في منطقتنا العربية ــ من مشكلات وأزمات منشؤها الأساسي يرجع إلى الوعي الجماهيري الخاطيء تارة والسلبي أحيانا لذلك كان من المهم تسليط الضوء على هذا القطاع الخيري الحيوي، وكان هذا اللقاء مع الدكتور >محمود صالح< رئيس أحد مراكز الدم الإقليمية·
> الدراسات في الدول الغربية تبين أن هناك نحو 8000 متبرع بالدم سنويا، وفي الولايات المتحدة الأميركية تم التبرع نحو 51 مليون وحدة دم العام 2001م· ما الحال بالنسبة لمنطقتنا العربية؟
ـ موضوع التبرع بالدم يرتبط بدرجة الوعي عند المواطن ودرجة إحساسه بالمشكلة، ولأن الغرب سبقنا في التعرض لهذه المشكلات والتعامل معها، وبالتالي ارتفاع مستوى الإحساس بمشكلة الحصول على كيس دم مع ارتفاع درجة الوعي عند المواطن الغربي يؤدي إلى أن معدلات التبرع تكون عادة مرتفعة في هذه البلاد مقارنة بمنطقتنا، لكن ما هو لافت للنظر في بلادنا أننا عندنا ترابط وتكافل اجتماعي لا يوجد له مثيل في الغرب، بمعنى أن أي إنسان هنا يتعرض لأزمة تجد كل من هو قريب أو جار يتقدم للتبرع له بالدم في محاولة للمشاركة في المحنة والتخفيف من حدتها، فمعظم الناس هنا غالباً ما يتقدمون للتبرع بالدم وخصوصاً في وقت الكوارث والشدائد، لكن هذا يسبب نوعاً من التكدس الوقتي الذي لا يستفاد منه استفادة كاملة، لأن الدم له فترة صلاحية محددة، وهذا التكدس الوقتي تكون فيه الكمية المتوافرة تفوق معدلات الاستهلاك ولذلك يكون الفقد في مخزون الدم كبير والخسارة فادحة، لكن الغربيين متقدمون عنا في جزئية الوعي الصحيح، لذلك نحن نحاول أن يكون التبرع له صفة الانتظام والاستمرار، وليس صفة الكوارث·
> من أبرز المعوقات التي تعرقل تنشيط عملية التبرع بالدم غياب الوعي الجماهيري حول هذا الموضوع، كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة، وما دور العامل الديني والإيماني في تدعيم القضية؟
ـ هناك خطة منظَّمة نقوم بها في هذا الإطار، ولا أنكر أن فيها الكثير من المصاعب لأننا في فترة لا نبحث فيها عن متبرع للدم ولكنها فترة تغير المفهوم عند المواطن، ليكون عنده الاستعداد الدائم للتبرع بالدم من دون الحاجة إلى وجود مريض له من أقربائه أو جيرانه، لأن المسلمين كلهم يد واحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا·
أما عن أهمية العامل الديني والإيماني في تدعيم القضية، فلا أكون مبالغا إذا قلت: إنه العامل الأوحد الذي يمكن أن يقضى على المشكلة من جذورها، لأنه كما هو معروف أن الفقهاء أجمعوا على حرمة بيع الدم من قبل المتبرعين، واشترطوا أن يكون
التبرع من دون عوض مالي، وقد جاء في فتوى المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي (الدورة 11، المنعقدة في الفترة 13 ـ20 رجب 1409هـ الموافق 19 ـ 26 شباط 1989م) ما نصه >أما حكم أخذ العوض عن الدم، أو بعبارة أخرى بيع الدم، فقد رأى المجلس أنه لا يجوز، لأنه من المحرَّمات المنصوص عليها في القرآن الكريم مع الميتة ولحم الخنزير، فلا يجوز بيعه وأخذ عوض عنه، وقد صحَّ في الحديث الشريف: >إنَّ الله تعالى إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنَه<· كما نهى صلى الله عليه وسلم عن بيع الدم· ويستثنى من ذلك حالات الضرورة إليه للأغراض الطبية، ولا يوجـد من يتبرع إلا بِعِوَضٍ، فإن الضرورات تبيح المحظورات، بقدر ما ترتفع الضرورة، وعندئذ يحلُّ للمشتري دفع العوض ويكون الإثم على الآخذ، ولا مانع من إعطاء المال على سبيل الهِبَة أو المكافأة تشجيعاً للمتبرع على القيام بهذا العمل الإنساني الخيري لأنه يكون من باب التبرعات لا من باب المعاوضات·
من هذا المنطلق لا سبيل للحصول على الدم إلا عن طريق متبرع تبرع بدافع من إيمانه وإحساسه بمعاناة إخوانه مبتغيا الأجر والمثوبة من الله تعالى وحده
من هذا المنطلق لا سبيل للحصول على الدم إلا عن طريق متبرع تبرع بدافع من إيمانه وإحساسه بمعاناة إخوانه مبتغيا الأجر والمثوبة من الله تعالى وحده
وهناك تنظيم مستمر لحملات تبرع بالدم في المساجد، وأئمة المساجد لهم دور كبير في هذا الأمر، وخصوصاً أننا نستضيف الكثير منهم داخل مراكز التبرع بالدم ونعطيهم دورات توعية مسبقة، ويقفوا بأنفسهم على مدى أهمية التبرع بالدم، وأن المتبرع الواحد يمكن أن يفيد نحو 3 ـ 4 مرضى من كيس الدم الواحد، ونريهم بعض النماذج على سبيل المثال مريض السرطان يأخذ وحدة صفائح يحصل عليها من ستة متبرعين على الأقل، وثقتنا بإيمان أبناء هذه الأمة يطمئننا من الوصول إلى قمة النجاح في هذه الرسالة إن شاء الله تعالى
> يرى بعض الناس أن استخدام عصا السلطة كفيل بأن يحل مشكلة التبرع بالدم، بمعنى جمع الدم بالأمر المباشر من جميع قطاعات الدولة كالجيش والشرطة وموظفي الدواوين الحكومية والجامعات، فهل لكم أن تبدوا رأيكم لنا في هذا الاقتراح·
جمع الدم بالضغط ومن دون رغبة المتبرع فيه محظور شرعاً فجميع الفقهاء حرموا مثل هذا العمل، ونحن دائما نقول (التبرع) لذلك لا ينبغي أن يخضع لأي ضغوط، ودائما نقول للذي جاء يتبرع لأحد أقاربه أو أصدقائه لا تتبرع لأنك في حال نفسية لا تسمح لك بالتبرع، فالدراسات الحديثة التي تكلمت عن اختيار المتبرع قسمت المتبرعين إلى أنواع هي:
1 ـ (المتبرع المحترف) وهذا كان قديما، وكان يتبرع مقابل مال نقدي أو عيني·
2 ـ (المتبرع العائلي) الذي يتبرع لأحد أفراد العائلة·
3 ـ (المتبرع المجبر) الذي يتبرع كما ذكرتم بالأمر·
4 ـ (المتبرع الطوعي) الذي يتبرع باختياره من دون أي ضغوط وهو أفضل وأصدق المتبرعين·
فقديما كان الاعتقاد السائد أن عملية التبرع يحكمها تقدم الأجهزة، بمعنى الحصول على الدم من أي نوع من المتبرعين ومع وجود أجهزة تحاليل واختبارات متقدمة يمكن الحصول على وحدة دم مثالية، لكن وجد أن انتقاء المتبرع أفضل من الاعتماد على النتائج المعملية في التحليل، وذلك لسبب بسيط، فاليوم يخضع الدم إلى أربعة اختبارات معملية فقط (الأيدز والزهري و الكبد الوبائي)B&C وقبل التبرع يأخذ المتبرع استبيان نسأله فيه عن تاريخه المرضي فلو كان هناك نوع من الإكراه سيكون المتبرع غير صريح معنا وبالتالي عينة الدم تكون غير مثالية وقد تحمل أحد الأمراض غير الأربعة التي يشملها التحليل·
> يضع المتخصصون بعض الشروط التي يجب أن تتوافر في المتبرع وهي:
1 ـ أن يتمتع المتبرع بصحة جيدة·
2 ـ أن يكون عمر المتبرع يتراوح بين 18 ـ 60 سنة·
3 ـ أن يكون وزن المتبرع 55 كغم على الأقل·
4 ـ أن يكون المتبرع خالياً من أي أمراض تتعارض مع عملية التبرع (كالملاريا)·
5 ـ أن تكون نسبة الهيموغلوبين بين 13 ـ 17.5 جم عند الرجال، وبين 12 ـ 14.5 جم عند السيدات·
6 ـ أن يتراوح ضغط الدم بين 06/011 إلى 09/041 مع انتظام دقات القلب بين 50 ـ 100 دقة في الدقيقة، ولا تزيد درجة حرارة الجسم عن 37.3 درجة مئوية·
ألا ترون أن هذه الشروط قد تقلق الفرد البسيط، فيفضل ألا يغامر بحياته لأنه من المحتمل أن يفتقد لبعض هذه الشروط وهو لا يعلم، فيحدث له ما لا تحمد عقباه·
هناك إجراءات سلامة صارمة جدا تتمثل في الكشف على المتبرع بوساطة أطباء مدربين لهذا الأمر، كما أن الاستفسار عن التاريخ المرضي للمتبرع مهم جدا، ولا يتم التبرع إلا بعد التأكد تماما من صلاحية المتبرع لذلك، فالقلق والخوف لا مبرر لهما إطلاقا·
> هناك من يرى في عملية التبرع بالدم نوع من المخاطرة، كالتعرض للتلوث من أدوات أخذ الدم، أو الألم في أثناء التبرع، والشعور بالتوتر والقلق قبل التبرع، ما رأي فضيلتكم في مثل هذه الأمور؟
ـ أما التوتر والقلق فهما شيء طبيعي وخصوصاً في المرة الأولى وهذا شعور لا نستطيع تفاديه لكن المتبرع عندما يجد الفحص الجيد قبل التبرع، والخدمة الجيدة، والحوار المريح مع العاملين فتخف حدة التوتر لديه، أما ألم وخز الإبرة فهذا أيضا لا جدال فيه ولكنه ليس بالألم الذي يخيف المتبرع ولنا في الحديث النبوي الشريف خير سلوان >ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة يشاكها إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة< أما التلوث فهذا شيء غير وارد على الإطلاق، فكيس الدم معقم مغلق مغلف لا يستخدم إلا لشخص واحد وكذلك سائر الأدوات المستخدمة في مجال التبرع بالدم·
> يظن بعضهم أن عملية التبرع بين الجنسين تؤدي إلى حرمة الارتباط بينهما بالزواج فما قولكم لهؤلاء؟
ـ يجوز للرجل الذي تبرع بدمه لامرأة ما فأنقذ حياتها أن يتزوجها، ولا تثبت للتحريم في هذا الدم· وإنما تثبت الحرمة في الرضاع ضمن فترة الحولين الأولين أي قبل الفطام· لما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا رضاع إلا في الحولين، وكان قبل الفطام) فالحديث الشريف يدل على اختصاص التحريم بالحولين· فإذا كان الرضاع بعد الحولين وبعد الفطام، فلا تثبت به الحرمة· فما ظنك برجل شاب تبرع بدمه لإنقاذ حياة فتاة ما· هل تحرم عليه؟ لا· الحاصل: أنها أجنبية عنه ويجوز له أن يتزوجها، وليس هذا بمحرم لها·
> معلوم عند الجميع، أن التبرع بالدم، عملية إنسانية يقصد منها مساعدة المريض المتبرع له ابتغاء رضى الله تعالى، ويعد من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم لربه، ولكن ما يجهله كثير من الناس، أن التبرع بالدم في حد ذاته له منافع صحية جمة على المتبرع، نود أن تلقوا الضوء على هذه المنافع·
التبرع بالدم يعمل على تجديد الدم وتجديد حيوية ونشاط نخاع العظام، وبمتابعة شخص قبل تبرعه وبعد تبرعه نلاحظ أنه قبل عملية التبرع بالدم، يكون عنده عدد الكريات الحمراء مرتفعا، مما يجعلها مزدحمة داخل الأوعية الدموية وبالتالي فإن وصولها إلى الخلايا لتزويدها بالأكسجين بطيء، ومن ثمَّ سيكون عمل الخلايا ضعيفا ويكون الشخص أقل نشاطا وأقل حيوية والعكس صحيح·
كما أن التبرع بالدم، يكون العلاج الأنسب لبعض الحالات المرضية كحالات النزيف المستعصية، فبعد التبرع بالدم يسترجع المرء البلازما خلال >24< ساعة، الكريات الحمراء خلال >3< أسابيع، والصفائح بعد >7< أيام، ولهذا بعد عملية التبرع يقع ما يسمى·HEMODILUTION يعني أن الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح أقل عددا، وأن البلازما تحتل الحجم الأكبر، وبالتالي فإن عوامل التخثر الموجودة في البلازما تكون أكثر تركيزاً في الدم وتصل بسرعة إلى المكان الذي يشكو من النزيف، وإذا علمنا أن عوامل التخثر تلعب دورا أساسيا في إيقاف النزيف فالتبرع بالدم يعالج حال النزيف مثل نزيف الأنف، كذلك بالنسبة للبروتينات في البلازما التي تلعب دورا في انسداد الجروح، تكون مركزة في السائل الدموي وتصل بسرعة إلى مكان الجرح· فمثلا في حال المريض بقرحة المعدة إذا تبرع بالدم فإن البروتينات ستصل بكمية كبيرة وبسرعة إلى المعدة لعلاج وسد القرحة مقارنة مع إنسان مريض بقرحة لا يتبرع بالدم فإن هذه البروتينات لن تصل بسرعة إلى مكان الجرح، وبالتالي فانسداد الجرح سيسأخذ وقتا طويلاً·
نذكر أيضا حال الشقيقة (الصداع النصفي) التي ترجع أساسا إلى تقلص قطر بعض شرايين الدماغ، فإن بعض الكريات الحمراء الحاملة للأكسجين تجد صعوبة للوصول إلى خلايا الدماغ وبالكمية المطلوبة فينتج من هذا آلام مزمنة في الرأس، ولكن بعد عملية التبرع بالدم وبالرغم من تقلص الشرايين، فإن الكريات الحمراء ستكون قليلة وبالتالي يمكنها اختراق هذه الشرايين والوصول إلى خلايا الدماغ وتزويدها بالأكسجين، فيزول ألم الرأس بإذن الله·
كما وجد أن نسبة الإصابة بمرض القلب المزمن منخفضة عند المتبرعين بالدم· ولقد فسر العلماء ذلك بأن انخفاض معدل تخزين الحديد الناتج من التبرع بالدم هو الذي يحمي المرء من أمراض القلب المزمنة حيث أثبتت الأبحاث الطبية أن تخزين الحديد بصفة مستمرة يرفع نسبة الإصابة بأمراض القلب·
> من الموانع الموقتة التي تمنع عملية التبرع بالدم من أجري له وشم خلال السنة الماضية، ما الحكمة من ذلك، وهل يعتبر هذا المانع إضافة علمية جديدة تدعم موقف الدين الإسلامي من تحريم الوشم، بمعنى أن الوشم نوع من التغيير الداخلي لخلق الله إضافة إلى التغيير الخارجي الذي بُني علية الأساس الظاهري للتحريم؟
الأمر محتمل، لكن ما بأيدينا من الدراسات تمنع التبرع بسبب الوشم، نتيجة تعرض الجسم لآله تلامست مع الدم نشك في تلوثها، وهذا يندرج تحته أيضا الختان والأبر الصينية وثقب الأذن·
> من الموانع الدائمة للتبرع بالدم من سبق لهم استخدام المخدرات عن طريق الوريد، أو الأشخاص الذين يمارسون اللواط أو العلاقات الجنسية المحرمة، فهل لكم أن تبينوا لنا السبب العلمي لهذا، وهل هذا الانسجام بين تحريم مثل هذه الأمور في الشريعة الإسلامية وبين اكتشاف هذا النوع من الضرر، يعتبر من الإثباتات العلمية الحديثة على صلاحية هذا الدين الخالد لكل زمان ومكان·
الطب والدين قالا كلمتهما مرارا في تعاطي المخدرات والأيدز وغيرها من الشرور التي لا ينجو منها الجسم بعامة والدم بخاصة وصدق صلى الله عليه وسلم حيث يقول: >لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا<·
> شاع في الآونة الأخيرة الحديث عن الحجامة وفوائدها الطبية، فما الفوارق الجوهرية بين الحجامة والتبرع بالدم، وهل تغني الحجامة عن التبرع بالدم؟
التبرع بالدم يختلف تماما عن الحجامة، لأن التبرع بالدم ينتمي إلى الفصد الذي هو بعيد كل البعد عن الحجامة، حيث إن التبرع بالدم يؤدي إلى التخلص من بعض مكونات الدم بكميات معينه في وقت قصير ويتم ذلك من خلال وريد دموي وليس من خلال مسام الجلد، ولذلك لا نستفيد منه في تنبيه أماكن معينة في الجلد كما في الحجامة·
from الصحة والحياة http://ift.tt/1Qy6qDl
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق