العمل الحر عبر الإنترنت .. نموذج جديد محفوف بالتحديات مليء بالفرص

البوابة العربية للأخبار التقنية

العمل الحر عبر الإنترنت .. نموذج جديد محفوف بالتحديات مليء بالفرص

إذا كنت تريد تغيير أسلوب حياتك، وسئمت من العمل في ذات الوقت ونفس المكان يوميًا، كما تبحث باستمرار عن فرصة عمل مناسبة تظهر مهاراتك وإبداعاتك بعيدًا عن روتين العمل والتزاماته المملة، تأكّد أنّ هناك بديل سيلائم احتياجاتك ورغباتك على أكمل وجه.

قبل سنوات عديدة، ظهر مفهوم العمل الحرّ أو كما يُعرف بالإنجليزية Freelance job، كنموذج جديد لأداء الأعمال عن بُعد، يساعد المؤسسات والأفراد على تحقيق منفعة مشتركة بعيدًا عن استحواذ المنظمات على الوقت الكامل للموظف ودفعها مزيدًا من النفقات.

فيما مضى كانت الشركات عمومًا تتجه نحو توظيف الأشخاص لأداء مهمات متعددة، لم يكن هناك فصل دقيق لطبيعة المهام، فقد تجد موظفًا يقوم بمجموعة كاملة من المهمات معًا، كالتواصل مع الزبائن، التنسيق للاجتماعات، كتابة محتوى الموقع الإلكتروني وربما تصميم بعض الصور.

لكن الآن، الأمر مختلف تمامًا، فالسوق في تغير مستمر والجودة في العمل أصبحت أمرًا أساسيًا لدى العديد من الشركات، بل وميزة تنافسية بحد ذاتها، فأصبح التخصص سيد الموقف والعامل الحاسم في الحصول على العمل.

فالجيل الجديد من الشباب أمامهم فرصة كبيرة للدخول في العصر الذهبي للعمل الحر عبر الإنترنت، في حال كنت تمتلك مهارة واحدة يصاحبها شغف عالٍ، يمكنك أن تجد موطئ قدم لك في السوق.

موجة معاكسة

تؤكد التقارير الأخيرة الصادرة عن موقع اتحاد المستقلين بالتعاون مع موقعي العمل الحر الأبرز في أمريكا elance Odesk,، أنّ نسبة 34% من القوة العاملة في الولايات المتحدة تتخذ من نموذج العمل الحر عبر الإنترنت مصدرًا للدخل.

بالمقابل، ساهم أكثر من 53 مليون مستقل بدفع عجلة التطور الاقتصادي في أمريكا بنحو 715 مليار دولار خلال عام 2014، مما يؤكد جدوى النموذج وقدرته على تحقيق منافع ومكاسب للطرفين، بل وحتى على صعيد الاقتصاد القومي أيضًا.

كما أكدت دراسة أمريكية أخرى، أنّ عالم الأعمال سينتقل تدريجيًا نحو اعتماد نموذج العمل الحرّ بشكل أكبر، ومن المتوقع، أن نشهد بعد أربعة أعوام، تحول 40% من القوى العاملة في أمريكا إلى العمل الحر عبر الإنترنت.

سابقًا، كان التقديم إلى وظيفة ما على الإنترنت، بمثابة التحضير لرحلة فضائية لاكتشاف كوكب ما، فأنت بحاجة إلى بناء سيرتك الذاتية، وكتابتها بشكل صحيح ومتقن، مع رسالة توصية دقيقة، إضافة تخصيص وقت كاف لجمع شهادتك الجامعية والأكاديمية وتحديد تواريخ الحصول عليها وأرشفتها، لتبدأ بعدها مرحلة ثانية، وهي التحضير لأسئلة المقابلة جيدًا، وربما ستكون بحاجة إلى وقت أيضًا لشراء لباس رسمي يضفي طابعًا جدًيا على شخصيتك.

أما الآن، أنت بحاجة فقط إلى بضع ثواني، لتستعرض مهاراتك وقدراتك الحقيقة وموهبتك الأساسيّة، في حال كانت لديك مَلَكة الرسم أو تصميم الجرافيك، أنت بحاجة إلى إبراز تصاميم ونماذج مميزة تستطيع أن تستدرج بها تلقائيًا عروض العمل من الشركات والأفراد الباحثين عنها.

ماذا بعد؟!

أن تبدأ حياتك المهنية من المنزل يعني أن تخاطر بذكاء، عليك أن تخلق بيئة عمل مناسبة لك تمكنك من إنجاز أعمالك بنجاح، خلال الوقت المحدد.

شأنه شأن العمل التقليدي، عليك الالتزام بمجموعة من المهام، تُحددها عند الاتفاق الأول مع الزبون، إنما لا بد من الأخذ في الحسبان تحقيق المعادلة كاملة، فأنت بحاجة للمنفعة المادية والمعنوية من العمل الحرّ، وأنت في موقف تبيع فيه مهاراتك وخبرتك إلى جانب وقتك، لذلك اِحرص على أنّ تُنصف ماديًا ومعنويًا.

حدد هدفك جيدًا قبل الالتزام مع أية جهة موظفة، تأكد أنّك تمتلك الوقت الكافي والمعرفة الشاملة للفكرة أو المشروع، غامر في الدخول في مجالات عمل جديدة وغير مألوفة، إنما حافظ على وعيك الكامل وإمساكك بزمام الأمور كما قدرتك على النقل الصحيح لخبرتك في مجال ما إلى مجال آخر.

أية صعوبات في عملك هي بمثابة تحديات جديدة ستكسبك الخبرة بكل تأكيد، لكن في حال وصلت إلى مرحلة معينة وجدت فيها نفسك غير قادر على إتمام الأمر، ضع الطرف الآخر في صورة ما يحدث، وأخبره مسبقًا، والأفضل أن تجد له بديلًا، إنما حاول عدم إهماله، لأنك ستجد نفسك في النهاية محاصرًا بين مطرقة وسندان، فأنت لم تنجر أعمالك وفق المطلوب، وقد تخسر سمعتك وعملك في نفس الوقت.

بوابة المستقبل

في 26 و 27 من شهر أكتوبر القادم، يُعقد المؤتمر الدولي الأول للعمل الحر عبر الإنترنت للناطقين باللغة العربية، يهدف إلى التعريف بمتطلبات وضوابط العمل الحر بطرق احترافية، كما يشكل فرصة مميزة لتبادل الخبرات بين المشاركين ووسيلة تواصل بين أصحاب الأعمال والمستقلين.

ويعتبر المؤتمر، الأول من نوعه عربيًا، بمثابة دليل عمل تفاعلي يساعد المبتدئين، المختصين، كما المحترفين، في فهم قواعد العمل عبر الإنترنت، وصياغة استراتيجيات عمل من شأنها تطوير نموذج العمل الحر عبر الإنترنت بشكل أكبر.

كما يستعرض أفضل الأساليب التي من شأنها التمييز بين الأعمال الجادة وغير الجادة، المنتشرة بكثرة، وهو ما يعزز مهارات التواصل عند الباحثين عن فرص مناسبة تلتقي مع مهاراتهم، والتعرف على المجالات التي تشهد طلبًا مرتفعًا في السوق المحلي والعالمي.

تجارب إلكترونية ناجحة

عند البحث عبر الإنترنت، هناك مئات المقالات والمواقع الإلكترونية التي تقدم النصائح للمستقلين الجدد، البعض منها يرفع معدل الحماس لدى المقبلين الجدد على مجال العمل عن بُعد، وتمنحهم إرشادات عامة من شأنها دعم مسيرتهم المهنية الحديثة الولادة.

بالتوازي مع ذلك، تعمل المنصات الإلكترونية المتخصصة في العمل الحر عبر الإنترنت كوسيط بين طالبي الخدمة والباحثين عليها، وكوسيلة لتسهيل اللقاء بينهم وضمان تحقيق الطرفين لأهدافهما.

وأثبتت هذه المواقع نجاحها خلال الفترة الماضية، حتى أصبحت الوجهة الأولى للعديد من المؤسسات الكبرى عند البدء بمشاريعها أو استكمال أعمالها، نظرًا لما توفره من سهولة البحث والإدارة والدفع، كما تنسيق العمل مع المستقلين.

روح المغامرة

غالبًا ما يُوصف متسلقو الجبال العالية أو لاعبي السيرك، بأنهم يتمتعون بروح مغامرة مرتفعة وهو ما تترجمه أفعالهم. اكتشاف فرص جديدة والدخول في أعمال مختلفة هو طريقة للتخلص من جميع القيود، ويساعد الشخص على الخروج من دائرة الإحباط.

الفضاء الإلكترونيّ واسع، والفرص متاحة في كل مكان وهي تحتاج فقط إلى معرفة إمكانيات الشخص لنفسه، واستثمارها بطريقة مدروسة، وبجرة قلم إلكتروني واحد يمكنك التأثير في مستقبلك المهني.

بواسطة: أكاديمية فلسبي Filspay العلمية المتخصصة في مجال التجارة الإلكترونية وتقنيات الويب كما البحث العلمي في ماليزيا.

العمل الحر عبر الإنترنت .. نموذج جديد محفوف بالتحديات مليء بالفرص



from البوابة العربية للأخبار التقنية http://ift.tt/2arUvW5
via IFTTT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوظة ل الموسوعة الثقافية إقرأ 2021/2014