منذ أكثر من 60 عاماً تُوفي 12 ألف شخصٍ في لندن لسبب مجهول والآن اكتشفه العلماء
في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1952، ساد ضباب كثيف فوق مدينة لندن، لم يكن هذا الأمرُ في حد ذاته مألوفاً، ولكن بعد انقشاع الضباب بـ4 أيام، تُوفي 12 ألف مواطن.
وظل العلماء على مدى عقود في بحث عن إجابة هذا السؤال: ما الذي أودَى بحياة هذا الجَمّ الغفير من الناس؟ واليوم فقط استطاع فريقُ بحثٍ دوليٌّ توضيح سبب الوفاة.
تتذكر باربرا فيوستر –وهي مواطنة من العاصمة البريطانية– أحداثَ تلك الليلة التي أظلَّت فيها تلك السحابةُ مدينتها، تقول باربرا في حديثها لمراسل قناة BBC في عام 2002: "لقد صادفَنا هذا الضباب كأنه حائط أمام أعيننا".
لكنّ أحداً لم يخطُر بباله في هذا الوقت أي قلق حول صحته وحياته، أما وجود الضباب في شهر ديسمبر فهو على كل حالٍ أمرٌ مخالف للعادة.
في بداية الأمر ،كان سائقو السيارات مستاءين من ضعف الرؤية، يقول ستان كريب –متعهدُ دفن الموتَى– متحدثاً عن ذلك في حوار مع مراسل المحطة الإذاعية الأميركية NPR: "بدَتْ هذه الضبابة كأن أحداً أشعل النار في إطارات سيارات".
فجأة، لقيت ثُلَّةٌ من الناس حتفَها؛ خسِر 12 ألف شخصٍ حياتَهم بسبب ما يُعرَف بـ"سحابة الموت"، في حين كان يلزم تطبيبُ 150 ألفاً آخرين في المستشفيات.
كانت معرفة سبب هذا الموت الجماعي تحدياً كبيراً للعلماء في العالم أجمع؛ ما كانت حقيقة هذا الضباب؟ وكيف يمكن للضباب أن يقتل هذا الجَمَّ الغفيرَ من الناس؟ كان الرأيُ العام السائد أنّ انبعاثات الكربون اختلطت مع الضباب ومن ثَمّ سمَّمَت المواطنين.
حقق فريقٌ من الباحثين الدوليين المهتمين بعلم التلوث الجوّي الحديث في الصين نجاحاً في هذا الأمر؛ وخرجوا بنتيجةٍ مفادُها أنّ السكان استنشقوا في شهر ديسمبر من عام 1952 أمطاراً حمضية في شكل ضباب.
وكان ذلك نوعاً من الكبريتات السامة المختلطة التي استنشقَها المواطنون فيما بعد في شكل رذاذ.
عُدَّت سحابةُ الموت هذه أسوأَ حالة تلوثٍ جويٍّ في تاريخ أوروبا كلِّه، ولذا وقّعت الحكومةُ البريطانية في عام 1956 على قانونٍ للحفاظ على الهواء عُرف بـ"قانون الهواء النقي".
لقد كانت معرفةُ ما وراء "سحابة الموت" من أسرارٍ عاملاً مساعداً للعلماء في فهم أشكال التلوث الحديثة فَهماً أفضل.
مسلسل "The Crown" يتناول "سحابة الموت"
تناول مسلسلُ "The Crown"، الذي عُرض لأول مرة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 على "نيتفليكس"، تلك الضبابةَ القاتلةَ في أحداثه، وتناول كذلك هذا العرض شخصيةَ الملكة إليزابيث ذات الـ25 عاماً، التي تصير فجأةً ملكةَ بريطانيا العُظمَى بعد فترة وجيزة من موت الملك. كان بيتر مورغان، مخرج المسلسل، هو المسؤول كذلك عن فيلم "The Queen" الذي صدر في عام 2006.
from الموسوعة بوك http://ift.tt/2iFIi6U
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق