دبي: البوابة العربية للأخبار التقنية
تعد محطة الفضاء الدولية ISS، والتي تدور حول الأرض بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة، أغلى بناء تم بناؤه على الإطلاق، وبالرغم من ذلك، فإنها تشبه إلى حد كبير أي مكتب آخر، مع أجهزة الحاسب المحمولة والطابعات والتحديثات التكنولوجية التي ينبغي القلق حولها، ويقول ستيفن هانتر Stephen Hunter، مدير موارد الحاسوب ضمن ISS في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA: “التكنولوجيا جزء من كل ما نقوم به، ولا يمكننا القيام بمهمتنا بدونها، إنها حاجة ملحة لنا، لذا فنحن في حالة تغير مستمر فيما يتعلق بكيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتوسيع قدراتنا”.
ويعتبر ستيفن هانتر المسؤول عن كل شيء على متن محطة الفضاء الدولية من الكترونيات الطيران الأساسية وصولًا إلى الأجهزة المستخدمة من قبل الطاقم كل يوم، وقال: “لدينا بيئة فريدة من نوعها لمساحة عملنا، على بعد 240 ميلاً فوق الأرض، مع التفكير بالخدمات اللوجستية والتخطيط.”، حيث يشبه هذا التخطيط إلى حد كبير أي عمل تجاري متوسط الحجم يريد تحديث التكنولوجيا لديه، مع بعض التحديات الإضافية مثل الحاجة إلى صاروخ من أجل توصيل أي أجهزة جديدة.
وتختلف الأمور بالنسبة لمحطة الفضاء الدولية، إذ يمكن في الحالة العادية لأي شخص التعامل مع الأمور المتعلقة بترقية النظام، حيث من السهل تحديد ماذا يريد والذهاب لشرائه أو طلبه عن طريق الإنترنت، ولكن للقيام بذلك ضمن محطة الفضاء الدولية فإن هناك الكثير من الأشياء التي ينبغي على المسؤولين التفكير بها، وتعتبر أمور النقل اللوجيستي الأكثر تكلفة.
ويحاول الفريق الحصول على أقصى أداء من كل قطعة من الأجهزة، وذلك نظرًا إلى تكلفة النقل الهائلة لتوفير عناصر جديدة لمحطة الفضاء الدولية، حيث تحتوي المحطة على 100 حاسب محمول، بالإضافة إلى أجهزة حواسيب لوحية وأجهزة أخرى، وينبغي استخدام كل آلة لمدة ست سنوات تقريبًا، ويتم التخطيط لاستخدام الأجهزة حتى تفشل بشكل كبير.
وتعمد محطة الفضاء الدولية إلى الاحتفاظ بالنماذج القياسية فيما يتعلق بأجهزة الحاسب المحمولة، مما يحد من الحاجة إلى وجود عدد كبير من قطع الغيار التي يجب حملها على متن المحطة، ويسهل هذا الأمر على الطاقم القيام بالإصلاحات الأساسية مثل تغيير محركات الأقراص الصلبة أو البطاريات، وفي حال كان الحاسب المحمول بحاجة إلى إصلاحات أكثر من ذلك، فعادةً ما تكون عملية الإصلاح لا تستحق الوقت الذي يحاول فيه الطاقم إصلاحه المشكلة، ويترك الأمر للمهندسين المتواجدين على الأرض للقيام بذلك.
وتحمل محطة الفضاء الدولية أيضًا أجهزة حواسيب آيباد iPad اللوحية من شركة آبل وحواسيب مايكروسوفت اللوحية Microsoft Surface Pro، حيث عادة ما يكون لدى مجتمع البحث أشخاص يعتمدون على نظام التشغيل آي أو إس iOS وأشخاص يفضلون ويندوز، فهم أفضل في بعض الأمور من الآخرين، لذا يحاول المسؤولون التأكد من وجود جميع الأدوات اللازمة ضمن المحطة.
وينبغي على محطة الفضاء الدولية توليد الكهرباء الخاصة بها، على عكس معظم المكاتب، وذلك باستخدام مجموعتها من الألواح الشمسية، وهذا يعني أن استهلاك الطاقة يشكل عامل رئيسي في اختيار أي جهاز جديد، حيث يحتاج كل شيء موجود على متن محطة الفضاء الدولية إلى الطاقة، والتي يتم توليدها يوميًا، مع تخزين الكثير منها ضمن البطاريات، ويجب إدارة ذلك الأمر عبر جميع الأجهزة، بحيث تصبح الطاقة تحديًا، ولا يشبه الأمر ما يحصل على الأرض من استخدام مفرط للطاقة دون اهتمام لمصدرها.
وقامت محطة الفضاء الدولية على سبيل المثال بترقية طابعاتها هذا العام، وللمرة الأولى منذ عام 2000، حيث تستخدم الطابعات لطباعة إجراءات الطوارئ في حالة توقف الشبكات، كما أنها تعد صلة وصل بالمنزل ذات أهمية كبيرة لرواد الفضاء الموجودين على متن المحطة، إذ إن مجرد الشعور اللمسي للورق يمكن أن يعطي رائد الفضاء إحساس أنه موجود في المنزل، إلى جانب الرسائل والصور التي يمكنه طباعتها وكل أنواع الأشياء التي تعطيه شعور التواجد في المنزل.
وتقوم محطة الفضاء الدولية بتجربة التقنيات الجديدة، إلى جانب جميع الأجهزة الأساسية التي قد تجدها ضمن معظم المكاتب، وقال هانتر إن المحطة كانت واحدة من أوائل مستخدمي نظارات هولولينز HoloLens من شركة مايكروسوفت، ويرى المسؤول أن استخدام أدوات الواقع المعزز قد يساعد الخبراء المتواجدين على الأرض في توجيه الطاقم خلال المهام المعقدة، كما أنها تسمح لخبراء النظم الأرضية بمشاهدة التجارب كما لو أنهم ضمنها.
كما يمكن استخدام تقنيات الواقع المعزز كجزء من الفحوصات الطبية المنتظمة أو خلال حالات الطوارئ الطبية لإعطاء المسعفين على الأرض رؤية أفضل للمريض أو لمساعدة الطاقم خلال عمليات صيانة محطة الفضاء الدولية، وقال هانتر: “إن استخدام التكنولوجيا بهذا الشكل يعتبر مجرد وسيلة من أجل جعل الطاقم أكثر كفاءة وفعالية خلال العمليات المعقدة”.
وأوضح هانتر أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد أكثر التقنيات المحتملة إثارة للاهتمام، إذ تستخدم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالفعل عناصر الذكاء الاصطناعي في مشاريعها وتريد استخدام المزيد في استكشاف الفضاء، حيث تكون المركبات الفضائية الآلية في الغالب بعيدة عن التواصل مع وحدات التحكم البشرية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا في التأكد من أن المركبة الفضائية يمكن أن تعمل بفعالية عندما تكون بعيدة جدًا في الفضاء، بحيث لن يتمكن مركز التحكم الأرضي من تقديم إرشادات في الوقت الحقيقي.
وتستغرق رحلة الاتصالات من سطح المريخ إلى الأرض ذهابًا وإيابًا 24 دقيقة، لذا يتعين على وكالة الفضاء الأمريكية تصميم الأنظمة بطريقة تجعلها قادرة على إدارة أنفسها واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هو ما يسمح بذلك، وأضاف هانتر أن الذكاء الاصطناعي قادر على تغيير كل المفاهيم التي نعرفها اليوم حول كيفية التحكم بالمهمة بالنسبة للمشاريع الفضائية العميقة، إذ تشكل المسافات أكبر عائق، وينبغي أن يكون لديك أنظمة مصممة لتكون قادرة على إدارة نفسها، وذلك من خلال دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة الإدارة.
رابط الموضوع من المصدر: كيف تختار ناسا التكنولوجيا لمحطة الفضاء الدولية
from البوابة العربية للأخبار التقنية https://ift.tt/2IXcnaM
via IFTTT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق