العرعار أو العرعر
اتذكر نبات العرعار كلما حل فصل الصيف، حيث انه يستعمل لتلطيف حرارة الجسم، فلا زال بعض الناس يستخدمون أوراق العرعار بعد سحقها ومزجها بالماء لتبريد أجسام الرضع في المناطق الحارة، كما تطلي به النساء فروة رؤوسهن إذا تعرضن لضربة شمس، وللتخفبف من درجة حرارة الجسم يشرب كوب من اللبن الرائب بعد مزجه بملعة من مسحوق أوراق العرعار.
ومن الاستخدامات الأخرى للعرعار أنه يستعمل كمعقم للأواني التي يتم فيها تخمير
الحليب، وخصوصا أواني الفخار والقربة الجلدية المستعملة لخض اللبن، حيث يمزج مع الملح وتطلى هذه الأواني بالخليط مع الفرك طبعا وهذا يساهم أولا في تنظيف وتعقيم الأواني، وثانيا في تطييب طعم اللبن برائحة العرعار الزكية.
كما انه يستخدم لعلاج بعض أمراض الجهاز الهضمي.
كل هذه الاستعمالات لنبات العرعار تعلمتها من أهل البادية، ولعل هناك العديد من الفوائد الأخرى لكن الملاحظ أن هذه النبتة غير معروفة بما فيه الكفاية رغم فوائدها الكثيرة.
والموضوع التالي يتناول فوائد أخرى لنبات العرعار لم أكن أعرفها أترككم لتكتشفوها بإنفسكم.
العرعار أو العرعر
شجيرة أو شجرة معمرة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الباردة ويوجد منها ذكر وانثى وهي تشكل اغلب الغطاء الخضري ابتداءً من الطائف وحتى نهاية سلسلة جبال السروات جنوباًَ، ويقال ان اشجار العرعار تعمر مئات السنين، وهي من الأشجار الجذابة الظليلة وذات رائحة منعشة لما تحويه من كمية وفيرة من الزيوت الطيارة، كما ان للعرعار رائحة جميلة عند حرقه، يعتبر نبات العرعار من النباتات عارية البذور، ولقد ثبت ان اشجار العرعار هي اقدم اشجار العرعار التي تعيش في المملكة إذ ليس من المستغرب ان يكتشف ان بعض هذه الاشجار تبلغ من العمر آلاف السنين.
يوجد عدة انواع من العرعار اهمها: J.phoenicea و Juniperus Procera والنوع الاول هو الأكثر والمعروف لدى عامة الناس وله ثمار عنبية ذات لون أزرق إلى بنفسجي بينما النوع الثاني له لون بني واصغر عادة في الحجم من النوع الاول، وثمار العرعار لها طعم حلو تتلوه مرارة مع قبض يسير. تفرز اغصان وجذوع اشجار العرعار مادة راتنجية على هيئة دموع صغيرة تشبه في شكلها المصطكي إلا ان لونها أغمق.
المحتويات الكيميائية للعرعر:
يحتوي العرعار على زيت طيار وانيولين ومواد سكرية وراتنجية وصمغية وشمعية طعمها مر وقد قام الدكتور جابر سالم القحطاني وزملاؤه بقسم العقاقير بجامعة الملك سعود بدراسة الزيت الطيار لنبات العرعر فوجدوا انه يحتوي على مركبات كثيرة تصل إلى 80 مركباً وكان أهمها باينين، بايونيك أسد، كامفين، سدرال، سيدرين، وسيسكوتربين كما وجدوا قلويدات وجلوكوزيدات قلبية واحماض عضوية بالاضافة إلى املاح من اهمها الكالسيوم، ومن أهم المركبات المفصولة والتي اعطت تأثيراً مضاداً للبكتريا وخاصة البكتريا الخاصة بالسل الرئوي فصل مركبان قورنت بالمضادات التي تعطى لعلاج السل ووجد ان هذين المركبين اقوى من تلك المستحضرات.
الاستعمالات :
يستعمل العرعار على نطاق واسع فيستخدم في المناطق التي ينمو فيها لتحضير القطران الأسود وتحضير زيت القطران والذي يسمى "صفوة".
ويستعمل القطران وزيته الصافي لاغراض كثيرة فيستخدم في الجنوب لطلاء الأبواب والنوافذ وازيار الماء الفخارية وكذلك دهان الجزء الأسفل من جدران الحمامات القديمة وكذلك كمطهر وقاتل للبكتيريا.
كما تدهن به بعض سقوف المنازل الخشبية كمضاد للارضة نوع من النمل الأبيض الآكل للخشب.
اما زيت القطران والمعروف بالصفوة فيستخدم على نطاق واسع لقتل القراد والبراغيث في الاغنام وكذلك الجرب وقتل القمل والصيبان الذي يتكون في شعر الرأس ومن افضل الأدوية في هذا المجال.
تستخدم اوراق العرعار الطازجة شعبياً على هيئة منقوع لعلاج السل الرئوي في المناطق الذي ينمو فيه هذا النبات، كما تستخدم لبعض حالات الربو، بالاضافة إلى ان منقوع اوراق العرعر الجافة تخفف من اليرقان.
كما تستعمل ثمار العرعار كربوب للاوعية الجلدية بعد دباغتها وخاصة تلك التي تحفظ السمن والعسل، والطريقة ان تؤخذ الثمار عند تمام نضجها ثم تطبخ مع كمية قليلة من الماء حتى تنصهر وتصبح مثل العسل السميك ثم يبرد ويوضع داخل الوعاء الجلدي الذي يوجد على هيئة قرب صغيرة ويترك هذا السائل في الوعاء لمدة طويلة ثم يخرج منه وبعد ذلك يمكن ان تعبأ بالسمن أو العسل فيمكث السمن أو العسل سنين طويلة لا يحصل له أي تلف أو أي تأثير ولا تتغير رائحته أو طعمه.
ماذا قال الطب القديم عن العرعر؟
لقد ورد ذكر العرعار في وصفات فرعونية في بردية "هيرست" و"ايبرز" كوصفات علاجية لتسكين الآلام وامراض القلب والصرع ولعلاج التهابات المسالك البولية ولادرار البول ولتسكين المغص الكلوي وضد حالات الحمى ولادرار الطمث ولازالة آلام المفاصل والروماتيزم.
وموضعياً لعلاج الحروق، وصنع الفراعنة من ثمار العرعار شراباً ضد الدودة الشريطية ولعلاج النزلات المعوية ولعلاج السعال والربو.
ومما هو جدير بالذكر ان العرعار جاء في عشرين وصفة معظمها لادرار البول ولمنع الشيب في الرأس.
وقال ابن سينا عن العرعار: "العرعر مسخن وملطف جيد لشدخ العضل واوجاع الصدر والسعال، ينقي ويفتح السدد فيها، وهو للمعدة شراباً، جيد لضيق الرحم واوجاعه"،.
قال ابن البيطار: "العرعار مسخن ملطف لرفع ضرر لسع الهوام وطرد الهوام والذباب تدخيناً"
وقال داود الانطاكي: "العرعار حار في الاول وعوده بارد وثمره حار في الثانية وكله يابس في الثالثة يلحم الجراح ويحبس الدم ملطفاً، ويخفف القروح حيث كانت ويحلل الاورام ويجلو الابخار وخصوصاً البرص طلاءً وشرباً. الغرغرة بطبخه يسكن اوجاع الاسنان وقروح اللثة ويشد رخاوتها، وثمره طرياً يشد ويلحم الفتق أكلا وضماداً وان عجن بالعسل ولعق ابرأ السعال المزمن. ثمره بالماء والخل وطبخه بالدهن لدهان الشعر يسوده ويمنع سقوطه، وكذا يجبر الكسر ورض المفصل وضعف العصب".
اما الطب الحديث فيقول عن العرعر:
جيد لاوجاع الصدر والغازات المعوية والسعال وضيق الرحم يستعمل مغلي ثمار العرعار بنسبة 25 حبة لكل كوب ماء والجرعة المناسبة ثلاث اكواب يومياً.
يستعمل مشروب اوراق العرعار بنسبة 25 جم + 180ملي ماء مغلي + 5 جم نترات البوتاسيوم + 15 جم عسل نقي والجرعة من 2 إلى 3 أكواب يومياً وذلك لعلاج عسر البول وحصوات المجاري البولية والاستسقاء.
يستعمل مغلي العرعر 20 جم لكل كوب ماء والجرعة من 3-4 اكواب يوميا وذلك لعلاج الامراض الجلدية المزمنة والبثور والدمامل.
يستعمل حب العرعار في المستحضرات الطبية أكثر مما يستعمل في المأكولات، ولكن هذا لا يمنع من أن نفيد من خواصه التي تجعل بعض الطيور تقبل عليه بنهم شديد إلى درجة تصبح معها لحومها ذات رائحة عطرية واضحة ومنفرة لدى الآكلين.
ويُصنع في بعض بلاد أوروبا مسحوقا من حب العرعر والشعير يشرب بدل القهوة.
ويُصنع رُب العرعار من حبيبات العرعار الناضجة تماما بعد غمرها في الماء وغليها لمدة ساعة، ثم تسحق وتصفى بالمصفاة ويضاف إليها السكر، ثم تُعاد إلى النار حتى يصبح لدينا سائلا لزجا يوضع في أوعية ويحفظ كما يحفظ المربى.
ويستعمل حب العرعار في علاج رائحة الفم الكريهة وثقل المعدة، وذلك بأن يتناول المصاب من ست إلى عشر حبات، وأما زيت هارلم الذي يستعمله المصابون بالمغص الكلوي فانه يُستخلص من تربنتين العرعار.
ويفيد حب العرعار في علاج الشهقة حيث يؤخذ مسحوقا ومذابا في الماء بمعدل خمس وعشرين حبة في اللتر الواحد، ويمكن تحليته بالسكر.