هل فكرت من قبل انه باماكنك وانت تشاهد التلفاز وإذا بك تتعثر بالمصادفة في إحدى قنوات الإعلانات المُريبة التي تُسوق المنتجات الوهمية، لتسمع مُقدم الإعلان يقول في حماس زائد: “هل تعاني من الذكريات المؤلمة؟ هل تقضى الليل ساهرا على اجترار المواقف السيئة والأحداث الغير سارة؟ نُقدم إليك الحل…ماسح الذكريات العجيب! صار بإمكانك الآن أن تتخلص من الذكريات المزعجة التي تؤرقك فقط بضغطة زر! إقتنيه الآن في عرض لا يمكن تفويته..ماسح الذكريات واللاصقة السحرية والمكنسة الذكية وطاقم الأواني البايركس فقط بـ 299.99 جنيه!”
بالطبع منتج كـ “ماسح الذكريات” هو أقرب إلى الوهم منه إلى الوقع، إلا أن الباحثون في كلية طب سان دييجو التابعة لجامعة كاليفورنيا قد تمكنوا من مسح وإعادة تنشيط الذكريات لدى فئران التجارب بالفعل!
في البداية أراد الباحثون تكوين ذكرى معينة لدى فئران التجارب، ولهذا الغرض استخدموا نبضات ليزرية لتحفيز الأعصاب البصرية لدى الفئران، وفي كل مرة يتم تسليط الليزر يصحبها صدمة كهربية في أقدام الفئران! ومن ثم فإن الفئران تربط ما بين رؤية نبضات الليزر والألم الناشئ عن الصدمة الكهربية وتُخزنها كذكرى في خلاياها العصبية…وفي كل مرة تُبدي الفئران سلوك الخوف عندما يتم تحفيز الأعصاب البصرية بالليزر. ويتم تخزين تلك الذكريات بالمخ على هيئة وصلات بين الخلايا العصبية مع بعضها البعض وتُعرف تلك الوصلات بإسم “المشابك العصبية”
وفي المرحلة التالية يقوم الباحثون بإضعاف المشابك العصبية باستخدام سلسلة من النبضات الضوئية منخفضة التردد، وعند إعادة استخدام المحفز المرتبط بالألم (نبضات الليزر) لايبدي الفئران أي سلوك يدل على الخوف..مما يُشير إلى نجاح الباحثين في محو تلك الذكرى لديهم! وفيما بعد استطاع الباحثون إعادة تنشيط الذكريات التي تم محوها بتقوية المشابك العصبية من جديد عن طريق استخدام سلسلة من النبضات الضوئية أيضا ولكنها مرتفعة التردد هذه المرة، مما أدى إلى إعادة تكييف الفئران على الإستجابة لنبضات الليزر من جديد بإبداء سلوك الخوف…حتى وإن تم تعريضهم للمحفز دون صعقهم بالكهرباء!
يأمل الباحثون في استخدام تلك التقنية الجديدة في تحفيز الذاكرة لدى المصابين بمرض ألزهايمر، حيث أن ألزهايمر يحدث إثر ضعف في المشابك العصبية ومن ثم فإن التقنية الجديدة من شأنها أن تعكس ذاك التأثير لدى مرضى الزهايمر. وربما يصبح “ماسح الذكريات” منتجا يُسوق له عبر قنوات الإعلانات…ولكن إحذر التقليد!
from الموسوعة بوك http://ift.tt/1fvbck3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق